عملية ترميم الأنف

عملية ترميم الأنف هي مداخلة جراحية تتم للأشخاص الذين خضعوا سابقاً لعملية تجميل أنف واحدة أو أكثر، وتُسمى أيضاً بـ”عملية تجميل الأنف الثانوية“، وتتم عملية ترميم الأنف لمن هم غير راضين عن نتيجة العملية الأولى سواءً من الناحية الشكلية أو من الناحية الوظيفية للأنف.

تُقسم عمليات ترميم الأنف من حيث الأهداف إلى ثلاثة أنواع:

1- عملية ترميم شكلي: يتم فيها إجراء تغييرات جمالية على الشكل الظاهري للأنف مع ترميم العيوب البنيوية الشكلية الملحوظة وغير الملحوظة الناتجة عن العملية السابقة.

2- عملية ترميم وظيفي: وفيها يتم إصلاح المشاكل البنيوية الوظيفية الناتجة عن العملية السابقة في الأنف مثل مشكلة التنفس. والتنفس هو باختصار أحد أهم وظائف الأنف، وهذا سنتطرق له بشكل مفصل لاحقاً.
3- عملية ترميم شكلي و وظيفي معاً: وفيها يتم ترميم الأنف من الناحيتين الشكلية والوظيفية في آن واحد، حيث يتم إجراء تعديلات شكلية جمالية على مظهر الأنف، بالإضافة لإصلاح المشاكل الوظيفية والبنيوية في نفس الوقت.

 

🔴 ويمكننا تقسيم الراغبين بالقيام بعملية ترميم الأنف إلى مجموعتين:

⬅️ المجموعة الأولى: حالات النحت القليل، وهم الأشخاص الذين تم لهم في العملية السابقة نحت أنسجة غضروفية وعظمية على نحو أقل من اللازم. وهؤلاء عادةً تكون مشكلتهم مرتبطة بالناحية الشكلية ويشتكون غالباً من ظهور أو بروز جزئي لطرف الغضروف أو العظم في مكان التحدب السابق قبل العملية الأولى، أو قد يشتكون من الحجم الزائد نسبياً لأرنبة الأنف أو من الحجم الزائد أو العرض الزائد نسبياً للقسم العظمي من الأنف. كما قد يشتكون أيضاً من التعرجات أو عدم التناظر في المكونات الشكلية للأنف. وفي هذه الحالات يتم إجراء مداخلة جراحية بهدف رفع العيوب الناتجة عن العملية السابقة حسب كل حالة، عبر حت العظم بشكل جزئي، أو تصغير أرنبة الأنف، أو حتى إعادة تشكيل البنية العظمية للأنف، أو إزالة التعرجات وإصلاح التناظر وتحقيق تطلعات المراجع إلى أقصى حد ممكن.

 

وظيفة الأنف الثانوية

 

⬅️ المجموعة الثانية: حالات التجريف الجائر أو الزائد، وهم الأشخاص الذين تم لهم في العملية السابقة تجريف زائد للبنية الأنفية في الأنسجة الغضروفية والعظمية. ومن الأمثلة الشائعة لمثل هذه الحالات: حالات حدوث تقوّس (تقعر) زائد نتيجة التجريف الجائر في القسم الخلفي من الأنف، أو حالات انخماص الأنف، أو حالات البتر الزائد لأجنحة الأنف.

وفي هذه الحالات تكون عملية الترميم أكثر صعوبة ودقة من حالات المجموعة الأولى، والنتيجة فيها قد تكون أقل إرضاءً لتطلعات المراجع.
وفي هذه الحالات تبرز الحاجة لزرع أو تطعيم أو تعويض غضروفي لبنية الأنف، وأحياناً لتعويض نسيجي باستخدام لِفافة من النسيج الضام الذاتي.

ويتم أخذ الطعم أو التعويض الغضروفي اللازم من الوتيرة الأنفية نفسها، وفي حال عدم توفير الكمية الغضروفية اللازمة في الوتيرة حينها يتم أخذ الطعم الغضروفي من غضاريف الأذن أو من أضلاع الصدر.

والطعم أو التعويض النسيجي (لِفافة النسيج الضام الذاتي) يتم أخذه من منطقة الصُّدْغ، وهي المنطقة الواقعة خلف العين وأمام الأذن في كل جانب.

إحدى الطرق الشائعة في إصلاح التقوس الزائد (التقعر الزائد) هي وضع الطعم الغضروفي داخل لِفافة النسيج الضام وتدعيم الناحية الخلفية للأنف.

جراحة ترميم الأنف للمجموعة الثانية تكون أدق وأصعب بكثير من حالات الترميم للمجموعة الأولى سابقة الذكر، كما أنها تستغرق وقتاً أطول أيضاً.

وفي النهاية ألفت انتباهكم إلى قضية محورية جداً في جراحة ترميم الأنف: وهي أنه يتوجب على المراجع الراغب بالخضوع لعملية ترميم الأنف أن يتحلى بالصبر، وعلى الأخص حالات المجموعة الثانية. حيث يتوجب على المراجع أن يتعاون مع الجراح بكامل الصبر والمنطقية للحصول على أفضل نتيجة ممكنة لحالته، وعلى وجه الخصوص الحالات التي يتم فيها تدعيم الأنف بالطعوم الغضروفية ولِفافة النسيج الضام، فهذه الحالات يتم فيها فقدان 30% تقريباً من الغضاريف المزروعة خلال السنة الأولى بعد العملية، ولهذا السبب يبدو الأنف في هذه الحالات كبيراً في البداية (عداك عن تورم الأنف بعد العملية) ثم يحصل تغيير كبير ومشهود بعد مضي عام على عملية الترميم.

 

🔴 الدكتور أمير سجاديان